المناضل المرحوم البشير بن الحاج صالح شبيل*

 

المناضل المرحوم البشير بن الحاج صالح شبيل*

توّلى التعبئة الشعبية وتهيئة الإمكانيات البشرية والتنظيمية
لمعركة 23 جانفي 1952 بطبلبة
ولد المرحوم المناضل البشير بن الحاج صالح شبيل في 26 جانفي1907بطبلبة وتوفي بها في18فيفري1984.انخرط ضمن صفوف الحزب الدستوري الجديد منذ أربعينات القرن الماضي وتحمّل عضوية الشعبة الدستورية بطبلبة فمسؤولية كاهية رئيس الشعبة من1948إلى1952. يقول المناضل المرحوم عبد السلام شبيل في شهادته الشفوية:" ... وفي يوم 19 جانفي 1952 استمر الاضراب والمظاهرات إلى يوم 21 جانفي 1952 ووقع اجتماع مضيق بمنزل الناصر بن صالح بن قاسم شبيل، دعونا عدّة أفراد لتكوين هيئة ثانية وثالثة للشعبة وكانت هيئة الشعبة تتركب من الطاهر معرّف كاهيته البشير بن صالح شبيل، كاتب عام فرج بن سالم جمعة (توفي) تعذّب، كاهية الكاتب العام عبد السلام شبيل، رئيس الشبيبة وأمين مال محمّد عيّارة أب الطاهر، الأعضاء أحمد ابراهم والدعاية قادر النقبي..."
لقد كان المرحوم المناضل البشير بن الحاج صالح شبيل همزة الوصل بين الشعبة والمقاومين, واضطلع بدور سياسي خلال معركة 23 جانفي 1952 بطبلبة فتوّلى التعبئة الشعبية وتهيئة الإمكانيات البشرية والتنظيمية للمعركة قبل اندلاعها, حيث قاد مظاهرة عارمة يوم 22 جانفي 1952 مقدّما احتجاجات الأهالي إلى السلط المسؤولة لإبلاغها إلى العامل والمراقب المدني. يقول المناضل المرحوم عبد السلام شبيل في مذّكراته المنشورة بكتاب "طبلبة: التقليدية والحداثة في المجتمع العربي" للأستاذين رمضان بن ريانة وعادل بالكحلة:"...في ذلك اليوم(22 جانفي1952) جدّت مظاهرة اكبر من السابقة ورئيسها الأخ البشير شبيل وسلّم احتجاجات للسلط المسؤولة لإبلاغها إلى العامل والمراقب المدني. وبعد المظاهرة اجتمعت الهيئة للنّظر في حالة المعوزين من جرّاء الإضراب المستمر، فتكوّنت هيئة لإعانة الضعيف من الإخوان السادة: الأخ البشير شبيل، وقادر النقبي, وعليّ ابراهم, والحاج علي لحمر, والحاج محمود الشبعان, وفرج بن علي جمعة, والحاج أحمد جمعة..."(1)ولغاية إعداد العدّة من سلاح وذخيرة, وتهيئة الإمكانيات العسكرية لمعركة23جانفي1952كلّف شقيقه المرحوم عبد السلام شبيل بجمع ما توّفر من أسلحة لدى المواطنين لتزويد المقاومين بها.
وظلّ المرحوم المناضل البشير بن الحاج صالح شبيل بعد معركة23 جانفي1952متخفيّا مدّة ببئر ولم يخرج منه إلاّ بعد رجوع جنود المستعمر إلى ثكناتهم ولكنّه بقي متخفيا خارج البلدة تحت الأرض ثمّ مكث مدّة في "سانية" قرب البقالطة خوفا من اعتقاله من طرف جنود الاستعمار الذين ظلّوا يبحثون عنه في كلّ مكان مهددين أباه العجوز بالقوّة. يقول شقيقه المناضل عبد السلام شبيل في مذّكراته:"...وفي مساء ذلك اليوم (24 جانفي1952) أخذت السلطة تبحث عن الأخ البشير شبيل وأخيه عبد السلام بإعانة بعض المارقين عن صف الأمة. بين ذهاب وإياب في سيارة "جيب" باحثين والدي المسنّ البالغ من العمر95 سنة مهددين إيّاه بالقوّة، ولم يردّ عليهم إلا بقوله "افعلوا ما تريدون"... وكانت ليلة 5 فيفري هادئة وسمحت لنا الظروف بملاقاة الأخ البشير شبيل والأخ قادر النقبي والأخ الحبيب بالغالي ساهرين خارج البلدة تحت الأرض... ودرسنا الحالة ومواقف مشايخ البلدة... وفررنا بطريقنا إلى "العيثة" لنسترشد بتلطّف عن بعض الرفاق. وعند وصولنا إلى الغابة سمعنا دويّا كبيرا من كلّ جانب فقد طوّقت البلدة من الداخل والخارج حتّ عمّ الحصار برا وبحرا ونزل الجند اللّفيف... من فرنسيين واستعماريين بما يزيد عن عشرة آلاف...بدبابات مصفحة ومدافع ثقيلة واحتلوا جميع البناءات التي على الطريق العام والأنقار والمكتب... من حدود قصر هلال وصيّادة إلى حدود البقالطة...وفي شهر أفريل 1952 مرض الأخ البشير شبيل ومكث مدّة في "سانية" قرب البقالطة"(2).
وقد أعتقل المناضل المرحوم البشير بن الحاج صالح شبيل وحوكم عليه بتهمة التّمرد على أعوان القوّة العمومية وحيازة أسلحة، وأطلق سراحه في جانفي 1953.هذا وقد تحصّل المناضل المرحوم البشير شبيل على الصنف الرابع من وسام الاستقلال المضمن تحت عدد 2283 جزاء لجليل أعماله من أجل تحرير الوطن واسترجاع عزّته وكرامته بتاريخ 3 أوت 1972.
لطفي جمعة (مراجعة 23 جانفي 2021)
ــــــــــــــ
*نشر بجريدة "الشروق" العدد 6022 السنة 17، الثلاثاء 31 جويلية 2007 ص4
(1) (2) رمضان بن ريانة وعادل بالكحلة-"طبلبة: التقليدية والحداثة في المجتمع العربي""، مطبعة توب للطباعة، تونس 2003.ص 168-176 ج 5 ط1
**تمّت مراجعة هذه المعطيات بمساعدة المناضل الحبيب بن فرج بالغالي في حوار معه بتاريخ 29 جويلية 2007

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال