المربي عبد الرزاق بن الحاج العروسي نويرة

 



المربي عبد الرزاق بن الحاج العروسي نويرة


حُرم من المنحة المدرسية وطُرد من المبيت
نتيجة مشاركته في المظاهرات المنددة بسياسة المستعمر
وساهم في احداث المكتبة العمومية بطبلبة
مولده ودراسته
ولد المربي عبد الرزاق بن الحاج العروسي نويرة في 18 مارس 1936 بطبلبة، حفظ القرآن بكتّاب سيدي علي شبيل على يد الشيخ المؤدب محمّد بن الحاج أحمد وحّادة (1860/1956). وقد زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة العربية الفرنسية بطبلبة، وفي سنة 1948 نجح في مناظرة الدخول إلى التعليم الثانوي مع بقية الناجحين وهم: محمّد الحبيب بيّوض وعلي بيوض وشعبان الشبعان والهاشمي جماعة ومحمّد المنصف الجدّي وسالم تقيّة والهادي بن ياسمينة. واحرازه على شهادة ختم التعليم الابتدائي خوّله الالتحاق بالتعليم الثانوي بالمكنين بالمدرسة التكميلية من سنة 1948 إلى سنة 1951، ثمّ اجتاز المناظرة القوميّة ممّا مكّنه من مواصلة التعليم بالمدرسة الثانوية العلويّة بتونس العاصمة (مدرسة ترشيح المعلمين) وقد دامت الدراسة فيها ثلاث سنوات أفضت إلى" شهادة الدراسات العامة" والتي كانت تعتمد حصرا على اللغة والترجمة (انشاء المقال بالعربية والفرنسية؛ والترجمة من العربية إلى الفرنسية، والتعريب، والترجمة الإدارية).. ثمّ اجتاز مناظرة انتداب التلاميذ المعلمين فتحصل على Brevet d'arabe "المؤهل العربي" سنة 1954.
وخلال سنة 1952 كان من جملة الطلبة الذين شاركوا في مظاهرات منددة بسياسة المستعمر بالعاصمة، ومن بين المضربين عن الدروس الرافعين لشعارات معادية لفرنسا ومساندة للحزب حيث اضطرّت السلطات الفرنسية آنذاك إلى اقتحام عديد المؤسّسات التربوية وإيقاف المئات من التلاميذ والطلبة بالعاصمة وداخل البلاد (بتونس الكبرى وسوسة والمنستير وصفاقس وباجة وماطر وبنزرت...) وطرد البعض منهم بقرارات من مجالس الأقسام وإحالة البعض الآخر على المحاكم المدنية الفرنسية بجلّ المدن والعسكرية المنتصبة للغرض في كلّ من تونس وسوسة وصفاقس. وقد أصدرت هذه الأخيرة أحكاما تراوحت بين السجن لمدة15 يوما وخطايا مالية تراوحت بين 500 و10.000 فرنكا وبين إخلاء السبيل والسجن لمدّة سنتي. وكان نصيب المترجم له الطرد من المبيت وحرمانه من المنحة المالية الطلابية. وقد كانت شهادة "المؤهل العربي" تمكّن آنذاك من استحقاق رتبة معلّم ولكنّه خيّر مواصلة تعليمه لسنوات أخرى بالمدرسة العلويّة حتّى البكالوريا ولكنّه لم يجْتَزْها والتحق بالتدريس.
مسيرته المهنيّة
انخرط المربّي عبد الرزاق نويرة بسلك التربية والتعليم سنة 1955 فعيّن معلّما بمدينة تاجروين من ولاية الكاف حيث درّس سنة واحدة لينتقل بعدها إلى المحرس من ولاية صفاقس، ثمّ انتقل في خلال أسبوعين إلى بير أولاد محمود من معتمدية بير علي بن خليفة من نفس الولاية من سنة 1956 إلى سنة 1959، ثمّ انتقل إلى المدرسة الابتدائية بشيبة من ولاية المهديّة من سنة 1959 إلى سنة 1962، ثمّ انتقل إلى المدرسة العربية الفرنسية بطبلبة من سنة 1962 إلى سنة 1965، ثمّ انتقل إلى المدرسة الابتدائية للبنات "النجاح" من سنة 1965 إلى سنة 1966، ثمّ انتقل بمحض إرادته إلى الشمال التونسي فعيّن بالمدرسة الابتدائية بسيدي نصير من ولاية بنزرت من سنة 1966 إلى سنة 1968، ثمّ انتقل إلى المدرسة الابتدائية بواد ملاق من ولاية الكاف من سنة 1968 إلى سنة 1971، ثمّ انتقل إلى الوطن القبلي فتوّلى إدارة المدرسة الابتدائية بحمام الأغزاز بقليبية من ولاية نابل من سنة 1971 إلى سنة 1977، ثمّ رجع به المطاف إلى طبلبة مسقط رأسه فعيّن مديرا بمدرسة شارع بورقيبة من سنة 1977 إلى سنة 1979، ثمّ انتقل بعد ذلك إلى مدرسة " النجاح" ليتوّلى إدارتها من سنة 1979 إلى سنة 1991 سنة إحالته على شرف المهنة.
وقد كان المربي عبد الرزاق نويرة من مؤسسي المكتبة العمومية بطبلبة مع ثلة من المعلّمين والمثقفين الذين وهبوا للمكتبة ما كان بحوزتهم من كتب ومراجع إلى جانب الكتب التي كانت بحوزة "الشبيبة المدرسيّة" التي تأسست سنة 1947 وجمعيّة المعارف التي تأسست سنة 1953 وجمعية البعث الثقافي التي تأسست سنة 1954.
وقد تحصّل المربّي عبد الرزاق نويرة على وسام الشغل من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 1978، وعلى الصنف الرابع من وسام الجمهورية سنة 1979 وعلى الوسام القومي للاستحقاق التربوي من قبل وزارة التربية والعلوم سنة 1991.
سيرة ذاتية خطية
لطفي جمعة (18 ماي 2020)

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال