ولد المرحوم الأستاذ الدكتور محمد رشاد بوسمة سنة 1953 في مدينة طبلبة، حيث نشأ وترعرع في عائلتين عرفتا بالعلم والورع والتقوى وهما عائلتا بوسمة من جهة الأب وأبي الغيث من جهة الام. وتوفي في 20 جويلية 2020. تحصل على الاجازة في الرياضيات من كلية العلوم بتونس سنة 1978 ثم على شهادة الدراسات المعمقة في الإحصاء الرياضي سنة 1980 وعلى شهادة الدكتوراه في الهندسة سنة 1981 من المدرسة الوطنية للعلوم الجغرافية ENSG بباريس ثم على شهادة دكتوراه دولة في العلوم الجغرافية من كلية العلوم بتونس سنة 1994.
تقلد المرحوم الأستاذ الدكتور محمد رشاد بوسمة عديد المناصب آخرها رئيس " جامعة كوفي عنان" الغينية منذ أكتوبر 2018 إلى أن وفاه الأجل. عمل خبيرا في جودة التعليم العالي وشارك في بعثات تكوين في الجزائر 2012 والمغرب (2016-2018) ساهم في نقل عديد الخبرات بصفته أستاذ زائر لدى المركز الوطني لتقنيات الفضاء بالجزائر سنة 1992 و1993 ولدى جامعات الكوت ديفوار سنة 1997 وبوركينا فاسو (2016-2017).
وقد ارتبط اسم المرحوم الأستاذ الدكتور محمد رشاد بوسمة منذ سنة 1982 بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس حيث قضّى فيها 39 سنة، أين كوّن أجيالا من المهندسين وأدار مخبر بحث "الأمثلية وتحليل الأنظمة الصناعية والخدماتية" وشغل منصب مدير الدراسات والتربصات ومنصب نائب مدير من سنة 1996 إلى سنة 1999.
وتقلد المرحوم الأستاذ الدكتور محمد رشاد بوسمة كذلك عديد المناصب الإدارية صلب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حيث عيّن في خطة مدير الاستشراف والتخطيط والتقييم من سنة 2000 إلى سنة 2002 ليساهم في إرساء الدعائم الأولى لنظام التكوين في إطار "أمد" وأدار أيضا برامج التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في مجال التعليم العالي والحث العلمي.
عيّن المرحوم الأستاذ الدكتور محمد رشاد بوسمة مديرا عاما للتجديد الجامعي من سنة 2003 إلى سنة 2011 ثمّ تمّ تعيينه سنة 2012 مسؤولا عن برنامج دعم وتطوير الأداء في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بصفته خبيرا في مجال الجودة حيث شارك في تطوير وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي المتمثلة في تحسين جودة التكوين والتشغيلية وتطوير روح المبادرة والابتكار.
يقول الأستاذ الطاهر بوسمة عن المرحوم الأستاذ الدكتور محمد رشاد بوسمة:" لم يكن بالشخص العادي. وبرز في ميدانه العلمي حتى بات الوحيد الذي يتقن علم سبر الفضاء بإدارة القيس ورسم الخرائط بتونس. لقد انخرط بالتدريس بالمدرسة الوطنية للمهندسين التونسيين وتخرجت على يديه مجموعات من المهندسين المتميزين ومدرسيين في المادّة المذكورة. تم تكليفه فيما بعد بالإدارة العامة لتطوير برامج التعليم العالي بالجامعات التونسية حتى تنسجم مع المنظومة العالمية ونجح فيها.
لم يكن ذلك بالأمر الهين الذي أقدمت عليه وزارة التعليم العالي وقتها، وتنجح فيه بفضل عمله وجديته وخبرته التي اخذته أخيرا منتدبا وخبيرا وعميدا لجامعة من جامعات غينيا التي اعتمدت عليه لتطوير تعليمها العالي وحضرت منبته فيها.
ويقول الأستاذ الدكتور محمد بن خليفة ابن كحلة عن المرحوم محمد رشاد بوسمة:" كان أول المختصين التونسيين والعرب في مجال الاستشعار عن بعد و معالجة الاشارة و الصورة. رجع بعدها مباشرة الى تونس رغم الاغراءات العديدة للبقاء في أوروبا. عين أستاذا في المدرسة العليا للمهندسين بتونس. كما تقلد العديد من المناصب العلمية الهامة مثل ادارة مركز الحاسوب بتونس وخبير الاستشعار عن بعد والعديد من المسؤوليات العليا في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي آخرها كمدير عام ل التجديد والابتكار في الجامعات التونسية. لعب الفقيد دورا بارزا في تكوين العديد من الاطارات التونسية في مجال الاستشعار عن بعد ومعالجة الاشارة والصورة مثل اشرافه على اطروحة دكتوراه الاستاذ الدكتور الزميل رياض عبد الفتاح Riadh Abdelfattah. درس فقيدنا الأستاذ رشاد بوسمة وقدم محاضرات في العديد من الجامعات التونسية والعربية والاوربية. ساهم الفقيد الكبير ايضا في ربط اواصر الصداقة و التعاون العلمي مع العديد من الدول كفرنسا و الهند و المغرب العربي .
كانت لي علاقة ممتازة به حيث اسدى لي النصح خلال دراستي الهندسية العليا في فرنسا وشجعني على القيام بالدكتوراه. كما دعاني العديد من المرات لإلقاء محاضرات في المدرسة العليا للمهندسين بتونس. كان رحمه الله ذا أخلاق رفيعة ومهنية عالية سواء في الادارة او في البحث العلمي".
لطفي جمعة ( 15 أكتوبر 2020)
المرجع: كلمة نعي جامعة تونس المنار للمرحوم وتدوينة للأستاذ الطاهر بوسمة والأستاذ الدكتور محمد بن خليفة ابن كحلة.