المناضل المرحوم امحمد بن حسن بن اسماعيل نويرة

المناضل المرحوم امحمد بن حسن بن اسماعيل نويرة

 "شارك في معركة 23 جانفي 52 وأصيب برصاص المستعمر"

ولد المناضل امحمد بن حسن بن اسماعيل نويرة في 25 مارس 1930 بطبلبة. وتوفي بها في 30 جوان 2012. انخرط بالشبيبة الدستورية منذ سنة 1947، وكان ضمن الخليّة شبه العسكرية بها. ساهم في معركة 23 جانفي 1952 من حيث الإعداد والمشاركة، حيث توّلى قبل المعركة مهمّة جمع "الديناميت" مستعينا بمناضلي مدينة البقالطة المجاورة من بينهم المناضل الحاج حسن بن الحاج شعبان أم الزين وبلقاسم عبد الحق وعبد العزيز زيّان الذين زوّدوه ب"الميش والكبسول" لصناعة "الديناميت" أو ما يعرف لدى أهالي البلدة ب"العصبان"، بالإضافة إلى جمع كميّة من المادة المتفجرة من مخلفات الحرب العالمية الثانية. كما عهدت له مهمّة قطع أعمدة الهاتف ووضع الحواجز في الطريق العام وإثارة الشغب ومنع مرور العسكر، ودفع الجنود على النزول من عرباتهم عند الوصول إلى مدخل البلدة يوم الواقعة. يقول المناضل امحمد بن حسن بن اسماعيل نويرة في شهادته الشفوية "...وحيث أنّ التوقعات تشير إلى حاجتنا لكميّة كبيرة من "العصبان" وبحكم علاقاتنا المتينة التي تربطنا ببحارة البقالطة ومناضليها استعنت بمناضلي مدينة البقالطة، وخاصة أعضاء شعبتها آنذاك ليزودوني بكميّة من "الميش والكبسول" فمكّنونا من ثلاث دفعات متتالية...كما عثرت ومجموعة من الرفاق على"ذخيرة" مهملة بجزيرة "قوريا" فكّكناها لاستغلال المادة المتفجرة...وقبل يوم المعركة تولّينا قطع أعمدة الهاتف ووضع الحواجز في الطريق العام لإثارة الشغب ومنع مرور العسكر ودفع الجنود على النزول من عرباتهم عند الوصول إلى مدخل البلدة يوم الواقعة...". أمّا يوم 23 جانفي 52 (يوم المعركة) فقد كان المناضل امحمد بن حسن بن اسماعيل نويرة ضمن المجموعة الثالثة من المقاومين الذين شاركوا فيها، والذين تمركزوا بمدخل المدينة من أمام دار "علية" قرب "سانية بياس"وهم:شبيل نويرة (حامل مسدس) وعثمان بن سوسية الصندل والتيجاني بن عيّاش وأحمد التركي وعامر بيوض وأحمد مراد و امحمد بن حسن بن اسماعيل نويرة (المترجم له) وعياش بن علي ومحمد ابراهم ومحمد بلغيث والبشير بلال وحسن المديمغ والشقيقان محمد وحسن بالغالي والبشير بن ريانة وميلاد عزاز ومحمود الأحمر (الباهي)...استشهد منهم أربعة وهم شبيل نويرة وعثمان بن سوسية الصندل وعامر بيوض وأحمد التركي.ومن بين الذين أصيبوا أحمد مراد وامحمد بن حسن بن اسماعيل نويرة (المترجم له) الذي حُمل وهو في غيبوبة إلى مستشفى المهدية لانتزاع الرصاصات التي اخترقت جسمه والتي بقيت آثارها إلى اليوم.ثمّ ألقي عليه القبض وأعتقل مدّة عشرة أيّام بصفاقس، وبعدها أودع سجن سوسة. يقول في شهادته الشفوية:"...يوم المعركة، يوم 23 جانفي 52 تمّ تكليفي أنا وأحمد التركي وشبيل نويرة (الصيد) بمراقبة مدخل البلدة في اتجاه مدينة المكنين على مستوى " اللقار"، تلقينا الإشارة عن طريق طلقة بندقية، فشرعنا نحن الثلاثة في مواجهة أقرب عربة عسكرية...وتبادلنا الطلق الناري بكثافة...فأصيب زميلي أحمد التركي وزميلي شبيل نويرة اللذين استشهدا، وأصبت بدوري بعدّة رصاصات، فقدت على إثرها الوعي، ولم أصْح إلاّ وأنا بمستشفى المهدية.وبقيت مدّة أعاني مضاعفات الرصاصات التي انتزعت من جسمي. وتمّ القبض عليّ وأنا في جرجيس حيث اعتقلني أعوان الجندرمة مدّة عشرة أيّام بصفاقس، ثمّ أحالوني على سجن سوسة...".
يقول المناضل المرحوم عبد السلام بن صالح بن علي شبيل في شهادته الشفويّة المنشورة بكتاب "لم يناموا على الذّل" لعبد الحميد العلاني: "...ومات من المواطنين سبعة أحمد بن فرح التركي، من الشبيبة الدستورية ومحمد بن عبد القادر المستيري شاب وعثمان الصندل كهل تطوّع ومعه مسدس وعمر بيوض شيخ 70 سنة، كان أصمّ وراجعا من عمله...رأوه حاملا فأسا فضربوه وزوجة عمّار بن سالم، والدة التيجاني بن سالم، أخوها أطلق الرّصاص على جندي فلمّا رأته سقط ذهبت لافتكاك سلاحه، فأصابوها فماتت لحينها. وامرأة أخرى كانت خارجة تزغرد من دارها فضربوها. ومحمد بن عبد السلام مبروك أخذته القوّة مجروحا لسوسة وأخذت السلط من وسط المعركة التيجاني بن عمر عيّاش وهو شاب دستوري. وأحمد بن امحمد مراد شاب دستوري حكم عليهما بعدها كلّ واحد بعشرين سنة سجنا والتيجاني في جبل الجلود بالسكة...وأحمد حمّال بميناء تونس والمجاريح كانوا امحمّد بن حسن إسماعيل عامل بحري في سوسة".
يقول المناضل المرحوم عامر نويرة (الصيد) بشهادته الشفوية: " لقد وجدت المناضل امحمد بن حسن بن إسماعيل نويرة ملطخا بدمائه ممددا جانب ابن عمه، الشهيد شبيل نويرة بعدما تفقدهما جنود المستعمر الغاشم وتأكد من عدم حراكهما وبالتالي موتهما حسب اعتقادهم"
وقد اسرع به يومها أخوه صالح اسماعيل نويرة على شاحنة طبلبية لمستشفى المهدية، حيث كان قاب قوسين من الموت، فأضاف له الطبيب كمية من الدم وبقي تحت العناية المركزة لأيام بعد أن أخبر الطبيب الفرنسي لما سأله عن كيفية اصابته بالرصاص ومكان تواجده وقتها، بأن رصاصة خاطئة ضربت المحراث المربوط بالدابة أثناء قيام أخيه بحرث أرضه، لتنعرج إلى كتفه ليصاب بها.
هذا وقد تحصل المقاوم امحمد بن حسن بن اسماعيل نويرة على الصنف الرابع من وسام الاستقلال جزاء لجليل أعماله من أجل تحرير الوطن واسترجاع عزّته وكرامته بتاريخ 2 مارس 1984.
لطفي جمعة (مراجعة 2 فيفري 2021)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشرية أخبار طبلبة- فيفري 2000 و جانفي 2001
*رمضان بن ريانة وعادل بالكحلة "طبلبة التقليدية والحداثة في المجتمع العربي" مطبعة توب للطباعة 2003 ج 5 ص 79
*نشرية أخبار طبلبة- فيفري 2000
*تمّت مراجعة هذه المعطيات بمساعدة المترجم له في مقابلة معه بتاريخ 5 جويلية 2010

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال