الأستاذ الشيخ فيصل بن محمّد بن الحاج محمّد بوسمة






تعرض للمضايقات أيّام كان ينشط بالجمعيّة القرآنية
ونحا منحى جدّه الأكبر الشيخ محمّد بوسمة في العلم والتأثير على المتلقي
مولده ودراسته
ولد الأستاذ الشيخ فيصل بن محمّد بن الحاج محمّد بن محمّد بوسمة في 30 ماي 1976 بعائلة محافظة ديدنها تعلّم القرآن الكريم وتعليمه، فقد اشتهر جدّه الأعلى العالم الزيتوني الشيخ بوسمة في زمانه بالعلم والتقوى. وممّا يروى عنه أنّه كان من فتاويه أن رجلا لم ينجب ولدا وله بنات. فأقسم إن أنجب ولدا أن يذبح كبشا آليته سبعة أشبار. وقدر الله ان تنجب زوجته ولدا وقرّر الوفاء بالنذر لكن من أين يأتي بكبش آليته سبعة أشبار. فجعل يطوف من بلد الي بلد حتّي دلّ على الشيخ بوسمة فجاءه يستفتيه. فأمره أن يأتيه يوم كذا وكذا. وأن يصطحب معه ولده. وفعلا ذهب به الي سوق الدواب واشتري له كبشا وقاس الأشبار بيد الرضيع وتم حل الاشكال.
بدأ حفظ القرآن الكريم وتعلّمه في زاوية "سيدي عيّاش"، ثمّ التحق بمدرسة الهداية سنة 1982، وإثر نجاحه في مناظرة الدخول للسنة الأولى من التعليم الثانوي سنة 1988 التحق بالمدرسة الثانوية بطبلبة (إعدادية نهج الشهداء) وبعد ثلاث سنوات التحق بالمعهد الثانوي المختلط بطبلبة ومنه تحصّل على شهادة البكالوريا سنة 1999 ممّا خوّله الالتحاق بجامعة الزيتونة ليتخرج منها سنة 2003 بحصوله على الأستاذية في العلوم الإسلامية ثمّ الماجستير ولم يُكمل دراسته بالمرحلة الثالثة بعد أن خيّر الالتحاق بسلك التربية والتعليم بعد نجاحه في مناظرة "الكاباس".
مسيرته المهنيّة
بدأ الأستاذ الشيخ فيصل بن محمّد بوسمّة مسيرته المهنيّة سنة 2006 بالمدرسة الإعدادية "صحراوي" الحدودية التابعة لمعتمدية فوسانة من ولاية القصرين إلى سنة 2007، ثم تمّت نقلته إلى الإعدادية التقنية بالنفيضة من ولاية سوسة ثمّ بالمعهد الثانوي من سنة 2007 إلى سنة 2015، ثمّ نقل إلى معهد عميرة الحجاج من ولاية المنستير من سنة 2015 إلى اليوم.
نشاطه الجمعياتي
انخرط الأستاذ الشيخ فيصل بوسمة بجمعيّة المحافظة على القرآن الكريم بطبلبة سنة 2006 برئاسة لطفي الحاج عيّاش وعضوية كلّ من الطاهر عيّارة وفرج تقيّة ورمضان بن ريانة وعيّاد بن سوسية وغيرهم. وقد عمل بمعيّة أعضاء الجمعيّة على مواصلة ما بدأه الشيخ المرحوم محمّد بن عبد القادر بوسمة لمّا ترأس جمعيّة المحافظة على القرآن الكريم والأخلاق الفاضلة (1974-1992) فتمّ تجديد مقر الجمعية وتجهيزه بالأثاث والحواسيب والأنترنات والمكيّفات واثراء المكتبة بعديد الكتب والمراجع الدينيّة، واحياء عادة تحفيظ القرآن التي لم تكن موجودة بالجمعية وذلك بتهيئة القاعات بزاوية سيدي عيّاش والانطلاق بتحفيظ القرآن بكتّاب "سيدي عيّاش" حيث بدأت التجربة ب 30 تلميذا وتطوّر العدد إلى أن وصل أكثر من 600 تلميذا حيث انخرط في هذا المجهود كثير من الأئمة أمثال الامام فرج تقية وابنه والامام ادريس الفقيه حيث كانت طبلبة المعتمدية الوحيدة بولاية المنستير مع بعض الولايات الأخرى وقتئذ تقوم بتحفيظ القرآن بعد أن تحصّلت الجمعية على ترخيص لتحفيظ القرآن من رابطة الجمعيات القرآنية بتونس. كما تمّ احياء طريقة "المَلّة القرآنية" (الاملاء) لتحفيظ القرآن والحديث والمتمثّلة في أن يقرأ المؤدب والتلاميذ يعيدون بعده ومعه بصوت مرتفع. وأصبحت تقام "مَلّة قرآنية" للرجال بإشراف الإمام فرج تقية بزاوية "سيدي عيّاش" و" مَلّة قرآنية" للنّساء بإشراف المؤدبة منى ببّة بمقر الجمعيّة برعاية المترجم له. وقد أثمرت هذه التجربة بأن رجعت مدينة طبلبة إلى سالف عهدها بأن كانت ولا زالت مدينة القرآن الكريم. وقد تخرّج من الجمعية القرآنية العديد من الحفاظ كحمدي القفصي الذي بدأ الحفظ بكتّاب جامع العيثة ومحمّد معرّف الذي بدأ الحفظ ب "المَلّة القرآنية" بزاوية "سيدي عيّاش" ورحمة السويسي التي بدأت الحفظ بكتّاب الجامع الجديد. وقد تعرّض المترجم له وبقيّة أعضاء الجمعيّة القرآنيّة لمضايقات عدّة من طرف السلط المحليّة والجهويّة آنذاك كما لقوا صعوبات جمّة نتيجة لوشايات من بعض الأطراف على النطاق المحلّي والجهوي.
وأنتخب الأستاذ الشيخ فيصل بوسمة سنة 2019 عضوا بجمعيّة الأولياء وقام بمجهودات كبيرة قصد انجاز المشاريع التي تقوم بها الجمعيّة في المجال الصحّي والتربوي.
النشاط الديني
فكّر الأستاذ الشيخ فيصل بوسمة قبل مباشرته للتدريس في فتح كتّاب لتحفيظ القرآن باعتبار البطالة، وبعد نجاحه في امتحان قبول المؤدبين وقع الغاء اسمه من القائمة بسبب وشاية كاذبة.
وقد بدأ الأستاذ الشيخ فيصل بوسمة نشاطه الدّيني والدعوي الفعلي منذ سنة 2003 بإلقاء الدروس بالجوامع في شهر رمضان الكريم، ثمّ كلّف بقرار من وزير الشؤون الدينيّة مؤرخ في 27 ماي 2008 بمهام إمام خطيب نائب بولاية المنستير بداية من 1 جوان 2008. فكلّف بالإمامة بجامع الغفران بالبقالطة بمناسبة افتتاحه ليلة نزول القرآن في 17 من رمضان سنة 2008. وكانت قد أقيمت حملة تشويه ضدّه فرفض الأهالي صعوده على المنبر، وأمام إصرار السلط الجهوية على تنفيذ القرار صعد المنبر وخطب خطبة الجمعة وإذ به وجد الجميع بعد الخطبة يلتفون حوله ومرّت الحادثة بسلام. ثمّ كلّف بالإمامة بجامع الغفران ببنان بمناسبة افتتاحه كذلك يوم 18 من رمضان سنة 2009. وقد واجه كذلك رفضا شديدا قبل إلقاء الخطبة باعتبار أنّه ليس من أبناء الجهة، غير أن السلط الجهوية كالعادة أصرّت على تطبيق القرار وفعلا ألقى الخطبة وإذ بنفس الأشخاص الذين رفضوه يتصلون بالسلط الجهويّة كي يبقى بنفس الخطة معهم فبقي خطيبا في بنان من سنة 2009 الى سنة 2014. وإلى اليوم ما وجد من أهل البقالطة أو بنان إلاّ كل الحبّ والتقدير. ثمّ ألقى خطبا بصفته نائبا بجامع النور والجامع الشرقي خلال سنة 2009. ثمّ كلّف بإمامة جامع السلام بطبلبة منذ افتتاحه سنة 2014. وقد تعالت نفس الشيء بعض الأصوات لتقول أنّها جمعة باطلة لعدم احتياج طبلبة لجامع آخر تقام فيه صلاة الجمعة، لنجد نفس الأصوات تبارك افتتاح جمعات اخري بعد جامع السلام. وقد كانت أغلب خطبه لصلاة الجمعة يقع بثّها بالتلفزة الوطنيّة باستمرار ممّا جعلها محط أنظار عمّالنا بالخارج لأنّها مناسبة لمصافحة وجوه أقرباءهم وجيرانهم. كما أثّث العديد من البرامج الدينيّة بالتلفزة التونسية كبرنامج "نور على نور" وبرنامج "من أخلاق المصطفى" من اعداده وتقديمه وإخراج شريف مبروك سنة 2012 و2013 وبرنامج "لبيك اللهم لبيك" فكرة واعداد حاتم النفاتي وإخراج سمير العجيمي سنة 2016. بالإضافة إلى البرامج الاذاعية التي قدّمها بالإذاعة الوطنية كبرنامج " وقولوا للنّاس حسنا" وبرنامج "فاستبقوا الخيرات". كما أمّن نقاطا خارجية لإذاعة المنستير من البقاع المقدّسة أيّام عيد الإضحى المبارك سنة 2019 إلى جانب الأدعيّة والمسامرات الدينيّة التي تنشرها وزارة الشؤون الدينيّة بصفحتها الرّسمية على الفايس بوك وصفحة "توعية وارشاد" التي ترجع بالنّظر لوزارة الشؤون الدينية وتعنى بنشر الدروس والمواعظ الدينية، و"مسامرة رمضانيّة" بمناسبة ليلة 17 من رمضان سنة 2020 الموافقة لذكرى نزول القرآن وغزوة بدر الكبرى بالتعاون مع راديو طبلبة. واحياء ليلة عيد الفطر مع الشيخ لطفي عرفة وتقديم الأستاذ خالد الفقيه، بالإضافة إلى كونه كان مرافقا لرحلات العمرة مع العديد من وكالات الأسفار.
يقول الأستاذ الطاهر بوسمة عن الأستاذ الشيخ فيصل بوسمة في سياق شهادته عن أخيه الشيخ محمّد بن عبد القادر بوسمة " والشيخ فيصل بوسمة ذلك الشاب الذي يمتهن التدريس وباتت له خطبا جمعية تنقل عبر وسائل الاعلام العصرية وتنال حظا من الإعجاب والحمد لله رب العالمين وكان من بين من طلب مني الكتابة عن شقيقي فاستجبت لذلك بما تيسر وأتمنى ان اكون صادقا وأمينا فيما كتبت ويكون للناصح حظا سعيدا لأنه من أحفاد الشيخ بوسمه جدّه الأعلى الذي اشتهر في زمانه بالعلم والتقوى".
سيرة ذاتية خطية


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال