أصيب وأسر أثناء معركة 23 جانفي 1952
وحوكم عليه بتهمة التمرد وحيازة غير قانونية لأسلحة نارية
ولد المرحوم المناضل أحمد بن امحمد بن حسن مراد في 11 سبتمبر 1926 بطبلبة وتوفي بها في 28 أكتوبر 2001. عمل بشركة التشحين والترصيف بميناء حلق الوادي بتونس كسائق سيّارة الإسعاف. شارك مشاركة فعّالة في معركة 23 جانفي 1952 حيث كان من ضمن المقاومين الذين أبلوا البلاء الحسن خلال المعركة حتّى أصيب وأسر أثناءها. جاء في التصريح المصاحب لقرار إتّهام المحكمة العسكرية للرقيب "هنري سوكورت" الذي كان ضمن جنود المستعمر خلال معركة 23 جانفي 52 حيث يقول:"...شاركت في 23 جانفي...في بعثة توّجهت إلى طبلبة...في هذه اللحظة شاهدت أربعة تونسيين وراء الدار، اثنان في وضع إطلاق نار وثالث ابتعد زاحفا والرابع يريد التمويه أطلقنا النار، بقيت عربتي في ذلك المكان لكي تؤّمن حماية الفرقة التي تطهر البلدة...من بين التونسيين الأربعة الذين أشرت إليهم اثنان قتلتهما، الثالث قتل من قبل قيادة الفصيل أمّا الرابع هو السجين الذي قدّمتموه لي أحمد بن امحمد مراد. لقد كان حاملا للمسدس صنف: ب 38 الذي تعرفت عليه أيضا كالذي في أيديهم..."
وقد حوكم علي على المناضل أحمد بن امحمد بن حسن مراد أثر معركة 23 جانفي 1952، بتهمة التّمرد على أعوان القوّة العمومية واستعمال العنف تجاه العساكر ومساعديهم وحيازة غير قانونية لأسلحة نارية، وسجن بسوسة ثمّ بتونس وأطلق سراحه في سبتمبر 1955.
يقول المترجم له المرحوم المناضل أحمد بن امحمد مراد في شهادته الشفوية المنشورة بنشرية أخبار طبلبة (فيفري 2000) "كنت يوم الواقعة مسلحا بمسدس...مع التيجاني بن عيّاش وعامر بيّوض في نفس الخندق وأمطرنا العدو بوابل من الرصاص...وأتت تعزيزات من عربة أخرى فتأخرنا إلى مزرعة الشعير وأصبحنا على مرمى حجر منهم وليس لنا حماية فأطلقوا النار علينا، سقط الشهيد عامر بيّوض أمامي وكذلك الشهيد التيجاني بن عيّاش أمّا أنا فكانت إصابتي في جنبي الأيمن ورجلي اليسرى وحملونا جميعا على عربتهم إلى سوسة وأودعوني في المستشفى حيث بقي الشهيدان وأنا اقتادوني إلى "الصيلون" في المركز الكبير حيث عانيت ما عانيت طوال 26 يوما نقلت بعدها إلى تونس حيث حكمت علي المحكمة العسكرية...بعشرين سنة منها 10 سنوات أشغال شاقة.وقد أطلق سراحي يوم 2 سبتمبر 1955..."
هذا وقد تحصّل المناضل المرحوم أحمد بن امحمد مراد على الصنف الرابع من وسام الاستقلال جزاء لجليل أعماله من اجل تحرير الوطن واسترجاع عزته وكرامته بتاريخ 3 اوت 1972.
يقول الشاعر الشعبي عبد المجيد بن ناجي كركر معددا خصال المناضل المرحوم أحمد بن امحمد مراد ونضاله ضد المستعمر:
مناضل صاحب خصلات بالحجج وبنيشانة
عندو شهائد و وسامات في الكفاح ضد فرنسا والدّيوانة
وشاف الظّلم والغصرات من الإعدام منع بضمانة
حكم القادر و السّدات تمسح قرار الإيدانة
منع مالموت ولحبوسات والتّعذيب ذاق ألوانة
ولد طبلبة اللّي تسمّات بابا أحمد عالي شانة
بن محمّد مراد راجل ثبّات يدوم حياتو بطل زمانة
لطفي جمعة (مراجعة: 7 فيفري 2021)
ــــــــــــــ
**نشر بجريدة "الشروق" العدد 6028 السنة 17، الثلاثاء 7 أوت 2007 ص4
**تمّت مراجعة هذه المعطيات بمساعدة المناضل الحبيب بن فرج بالغالي في حوار معه بتاريخ 29 جويلية 2007