من قدماء الإطار الإداري بالمعهد الثانوي
وناشط بالمجتمع المدني منذ نشأته بطبلبة إلى اليوم
مولده ودراسته
ولد عبد الرزاق بن عمر بن خليفة منصور في 12 ديسمبر 1947 بطبلبة في عائلة متوسطة الحال إذ كان والده عامل يومي إلى جانب حذقه لصناعة المشموم حيث توارثت العائلة هذه الحرفة أب عن جد ونقلتها للعديد ممّن اشتغلوا في هذا الفنّ المعروفة به مدينة طبلبة. زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة القرآنية "الهداية" بطبلبة وبعد حصوله على شهادة "السيزيام" سنة 1963 التحق بالمدرسة الاعدادية التابعة للمعهد الفنّي بسوسة شعبة "تجارة" إلى سنة 1966. ثمّ التحق بالمدرسة القوميّة للإدارة فرع المنستير من سنة 1989 إلى سنة 1990 تخرج منها بشهادة المرحلة الوسطى. كما شارك في عديد التّربصات والملتقيات المهنية الخاصة بالإدارة والإعلامية والاتصال والاعلام سنوات 1978 و1984 و1991 و1996 و2002.
مسيرته المهنيّة
عيّن المترجم له عبد الرزاق منصور موّظفا بمدرسة ترشيح المعلمين بالمرسى سنة 1967 مكلّفا بكتابة المدير مدّة تسع سنوات حيث كان دوما في خدمة أبناء طبلبة الوافدين على الدّار للدراسة أو التّربص. وفي سنة 1976 نقل بمثل خطّته إلى المدرسة الثانوية بطبلبة المحدثة وقتها قبل النقلة إلى المعهد الثانوي المختلط بطبلبة سنة 1978 بعد إتمام بنائه، إلى سنة 2004 سنة احالته على التقاعد قي 30 سبتمبر 2004.
والمترجم له عبد الرزاق منصور من بين أفراد الأسرة التربوية للمعهد (إداريين وأساتذة وعملة) الذين ساهموا في تطوير العمل وتذليل الصعوبات وتقديم الإضافة للمعهد المختلط بطبلبة حتّى يكون منارة علمية تعاقبت أجيال عديدة عليه أفرزت عدة وجوه برزت في مجالات اختصاصاتها مثل الطب والقضاء والمحاماة والاعلام وغيرها. كما تخرّج منه عديد الإطارات الكفؤة تقّلدت العديد من المناصب العليا في الدولة. فقد كان من أوّل الذين ساهموا في استغلال المنظومات الإعلامية لتنظيم العمل الإداري بمعهد طبلبة بمكتب الضبط أو معالجة أعداد ومعدلات التلاميذ ومحاضر الجلسات والدفاتر المدرسيّة.
وكان للمترجم له عبد الرزاق منصور الفضل في إنجاح الامتحانات والمناظرات الوطنية حيث كان العضو الدائم في كتابة مراكز الامتحانات ومراكز الإصلاح سواء بدار ترشيح المعلمين بالمرسى من سنة 1967 إلى سنة 1976 أو بمعهد طبلبة من سنة 1984 إلى سنة 2004. كما عيّن كاتبا عاما لمناظرة الدخول إلى السنة الأولى من مدارس ترشيح المعلمين في أوّل امتحان لها سنة 1969. كما أنتخب عضوا باللجان الإدارية المتناصفة على النطاق الجهوي الخاصة بالموظفين.
نشاطه الحزبي والجمعياتي
انخرط المترجم له عبد الرزاق منصور باتحاد الطلبة منذ سنة 1962 ثمّ بالشبيبة المدرسية بسوسة حيث كان ناشطا بنادي المسرح ونادي الرحلات. كما انخرط بالحزب الاشتراكي الدستوري منذ ستينات القرن العشرين وفي سنة 1975 انخرط بشعبة التعليم العالي بتونس وهي الشعبة الوحيدة للتعليم آنذاك، وفي سنة 1977 عيّن ضمن الهيئة التأسيسية لشعبة حومة السوق ثمّ عضوا منتخبا برئاسة السيّد إسماعيل نويرةـ كما عيّن ضمن الهيئة التأسيسية لشعبة النّصر وعضوا منتخبا بها، وعضوا بالهيئة التأسيسية لشعبة التعليم الثانوي بطبلبة ثمّ عضوا منتخبا بها، وعضوا بالهيئة التأسيسية لشعبة الرياض ثمّ أمين مال منتخبا بها.
وقد كان للمترجم له عبد الرزاق منصور نشاط حثيث في العديد من الجمعيات والمنظمات منذ أن كان عمره خمس سنوات من خلال مساهمته في مسرحية "بلال" التي قدّمتها في خمسينات القرن العشرين الجمعية المسرحية التابعة للشبيبة المدرسية التي تكوّنت سنة 1947 ورئيسها خليفة المستيري.
كما التحق بفوج الكشافة الإسلامية الذي تأسس سنة 1946 فكان ضمن فرقة "الكشافة" بقيادة رمضان علالة وعامر بديرة خلال سنة 1954. والتحق أيضا بجمعية البعث الثقافي منذ تأسيسها سنة 1954 والتي كانت تنشط بزاوية سيدي بن عيسى (ميضاة الجامع الشرقي حاليا) حيث شارك في الفرقة الموسيقية التابعة لها والتي كانت تنشط بطبلبة وسوسة بمقر اتحاد الطلبة بقيادة المرحوم الهذيلي بن صالح. كما شارك في مسرحية "أنا الجاني" في دور ماسح الأحذبة وكان مرافقا للممثلين في مسرحية "عفيفة أو الطبيب المجهول" التي تمّ تقديمها في عرضين بنادي الحبيب بطبلبة العرض الأول للرجال والثاني للنساء.
وكان المترجم له عبد الرزاق منصور من مؤسسي جمعية البحث الثقافي بطبلبة في سنة 1962/1963 برئاسة المرحوم امحمد بلقاسم وقد كان أوّل نشاط للجمعية مسرحية تحت عنوان " سرقة بذخامة" التي تمّ تقديمها بطبلبة وسوسة والسواسي. كما عيّن كاتبا عاما للمعرض القومي للباكورات في آخر دورة له سنة 1986. وقد التحق سنة 1984 بالمنظمة التونسية للتربية والأسرة وما زال عضوا بالمكتب المحلي إلى اليوم حيث مثّل المنظمة في مجالس التأديب والتربية بالمؤسسات التربوية.
ولم يقتصر دوره بالمعهد الثانوي إداريا بل كان ينشّط نادي المسرح وكان أوّل من شجّع التلاميذ على الاقبال على هذا النادي ممّا جعل البعض منهم يلتحق بالمعهد العالي للمسرح. كما أشرف ونشّط المباريات المدرسية بين المعاهد والمدارس التي نظمتها اللجنة الثقافية المحلية بطبلبة. وأشرف على تنظيم دروس دعم ومحاضرات التلاميذ البكالوريا من قبل اللجنة الثقافية حتي أصبحت فيما بعد تنظم جهويا وكان كثيرا ما يصاحب التلاميذ للمنوعات التلفزيونية التي كان ينشطها المرحوم نجيب الخطاب وكذلك هالة الركبي وذلك بمجهود خاص منه مع من يعرفهم بالمكتب الوطني للشبيبة المدرسية، بالإضافة إلى المساهمة في البرنامج الذي يبث في إذاعة المنستير "مفتاح المدينة" حول طبلبة بمعيّة الشيخ الأستاذ رمضان بريانة، وكذلك المساهمة في البرامج التي يشرف عليها رابح الفجاري بإذاعة المنستير.
وكان من مؤسسي نادي محمود الشبعان بمعيّة الدكتور المختار بوشهدة حيث كان كاتبا عاما له. وعيّن أمين مال المهرجان الثقافي بطبلبة في دورتيه السادسة والسابعة سنتي 1999 برئاسة المرحوم علي الفقيه وسنة 2000 برئاسة الدكتور المختار بوشهدة. وانخرط بفريق الجمباز التابع لجمعية النسر الرياضي بطبلبة مع المدرّب الطاهر الغربي. وكان عضوا باللجنة الثقافية المحليّة بطبلبة ثمّ كاتبا عاما لها برئاسة المرحوم عمر الهبّاشي والسيّد عبد الرزاق البدوي، ثمّ رئيسا لها سنتي 1991 و1992. وكان ضمن أسرة تحرير مجلة "السفرة" منذ تأسيسها سنة 2012 إلى اليوم. ومن الطريف في شخصية المترجم له عبد الرزاق منصور أنّ كان ينشط سيّارة الدعاية الجهوية في كلّ التظاهرات الثقافية المقامة بطبلبة أو عند الاستقبالات التي تقام على شرف المرحوم الزعيم الحبيب بورقيبة أو الوزراء الأوّل عند تدشين المعرض القومي للباكورات.
لطفي جمعة ( 8 ماي 2020)