عازف العود والمغني الصوفي ظافر بن يوسف بن الطاهر معرّف

 



فنان وملحّن وباحث في مجال الموسيقى له بحوث عديدة اهمها في النمط الصوفي الذي ابتدع له شكلا جديدا مواكبا التقدم التكنولوجي في مجال الموسيقى ومواكبا لهذا العصر
مولده ونشأته
ولد ظافر بن يوسف بن الطاهر معرّف في 19 نوفمبر 1967 بطبلبة، واسمه الفنّي ظافر يوسف. عاش في عائلة محافظة تمتد جذورها إلى الولي الصالح "سيدي عيّاش" الذي أنشأ عند وصوله إلى البلدة مدرسة دينية وبنى مسجدا. فجدّه لأبيه كان مؤدبا بكتّاب المدينة ومؤذّنا بجامعها ويقرأ القصائد الدينية، وأبوه مولع بالسلامية.
تردد ظافر يوسف على الكتّاب، وبدأ في سن مبكرة جدًا في تعلّم تجويد وتلاوة القرآن الكريم على يد جدّه الذي كان صارمًا جدًا في أسلوبه. ثمّ زاول تعليمه الابتدائي بمدرسة 23 جانفي 52 بطبلبة والثانوي بمعهد طبلبة. ثمّ انتقل لدراسة العود في المعهد الموسيقي في تونس قبل أن يهاجر في أواخر الثمانينات إلى سوريا ومنها تحصّل على الباكلوريا، ثمّ إلى النمسا حيث عمل في مهن شاقة ليتمكن من دراسة الموسيقى.
ظافر يوسف الفنّان
بدأ شغف الفنّان ظافر يوسف بالموسيقى وبالغناء الصوفي منذ السنّ العاشرة. فانخرط بنادي الموسيقى بدار الشباب بطبلبة، ثمّ بفرقة "أولاد بيّوض" للسلامية، والفرقة الوترية التابعة للجنة الثقافية المحليّة وفرقة "جيل جلالة" بدار الشباب حيث كان يغنّي ضمنها خلال السهرات التي كانت تقام بمناسبة احتفالات الزواج بالمدينة. كما أحبّ الجاز وقتئذ من دون أن يمتلك معرفة باسم هذه الموسيقى التي تحرّك مشاعره. ومن فرط شغفه بالموسيقى قام بصناعة آلة العود بنفسه لتصبح الرفيق الحقيقي لصوته القويّ. كان يستغل أي فرصة تسنح له عند وجوده في المنزل أو في المطبخ ليغني على أنغام الموسيقى الصادرة عن جهاز الراديو الخاص بوالدته، حيث كانت الإمكانية الوحيدة لبناء علاقة موسيقية مع العالم الخارجي. فاكتشف مدى روعة صوته عند سماع أصدائه تتردد بين جدران المنزل. وكان يقضي الساعات الطوال وهو يغني في حمام القرية، والذي كان شكله أشبه بالكهف، مما جعل لصوته صدىً عجيبًا سحره وألهب مخيلته، ومنها حاول يستوعب ويجرّب الموسيقى من دون تمييز، ودون أن يعلم إن كانت هذه الموسيقى هي جاز أو بلوز أو كلاسيكية. وقد تحمّس لبعضها دون الأخر وفيما بعد حدّد أن هذه الموسيقى كانت في العادة موسيقى الجاز حسب تصريحه للإعلام. وبعد هجرته إلى النمسا وبالتحديد في فيينا تعرّف على أنماط جديدة وتجارب موسيقية مختلفة، وبالفعل فإن المشهد الثقافي المبتكر والمتنوع السائد في فيينا قد فتح أمامه أبواب عالمٍ جديدٍ كليًا من الفرص. وشعر وهو يعيش في هذه البيئة الثقافية الغنية بضرورة الانخراط مباشرة في المشهد الموسيقي الشيّق الذي رآه في نوادي الجاز المنتشرة في أرجاء المدينة. فانضم إلى عازف الإيقاع النمساوي “غيرهارد رايتر” ليؤسسا معًا فرقتهما الأولى “زرياب”، ثمّ قضّى فترة طويلة في التنقل بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا والهند قبل أن يستقر في باريس.
المزج بين الغناء الصوفي وموسيقى الجاز
تمكّن الفنان ظافر يوسف من احتلال مكانة في المشهد الموسيقي الأوروبي. وقد حاز شهرة عالمية بنمط صوفي ابتدع له شكلا جديدا مواكبا التقدّم التكنولوجي في مجال الموسيقي من خلال دمجه للموسيقى الصوفية والموسيقى الالكترونية وموسيقى الجاز. لقد تشرب واستوعب كل أنواع الموسيقى التي سمعها، ولكن في الغالب موسيقى الجاز والفانك، وهو أمر منطقي لأن الموسيقى الصوفية بطبيعتها ارتجالية وإيقاعية. وقد حقّقت ألبوماته أعلى المبيعات بالنسبة لفنان عربي في مجال ما يعرف بموسيقى العالم. وقد أدرجته مجلة” داون بيت ماغازين” سنة 2016 في قائمة “أفضل 20 مطربًا. كما توج الفنان ظافر يوسف سنة 2017، بجائزة "ايدسون الموسيقية" (“Edison Award”)
انتاجه الموسيقي
ومن الألبومات التي سجّلها: "مسافر" سنة 1996 و"ملك" “Malak” سنة 1998 و"الكترك صوفي" “Electric Sufi” سنة 2001 و"نبوة رقمية" سنة 2003 و"الأخيلة الربانية" سنة 2006 و" توّهج" «توهّج» Glow سنة 2007 و"أبو نواس رابسودي" سنة 2010. و“قداس الطيور” عام 2013 ألبومه الأخير "أصوات المرايا" سنة 2019. وقد طاف الفنان ظافر يوسف العالم لتقديم الحفلات وحضور المهرجانات بأروبا والدول العربية بعمان والمغرب ولبنان وسوريا والأردن وفلسطين وتونس...
( لطفي جمعة 11 أفريل 2020)

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال