الصوفي الشيخ محمد بخوش الغوثي

الصوفي الشيخ محمد بخوش الغوثي

 

الصوفي الشيخ محمد بخوش الغوثي أصيل مدينة طبلبة

" نهل العلم بالمدرسة العياشية وتوّلى خلافة

الشيخ محمد المداني صاحب زاوية قصيبة المديوني"

ينحدر الشيخ الحاج محمد بخوش الغوثي من عائلة أصلها من الساقية الحمراء, من المغرب الأقصى قدمت إلى تونس ,واستقرّ بها المطاف بالساحل التونسي ,في قرية تشرف على البحر, وهي مدينة طبلبة حاليا, حيث يوجد مقام الوليين الصالحين سيدي عيّاش وسيدي علي شبيل اللذين قدما كذلك إلى تونس واستقرا بالقرية, وامتلكا الكثير من الأراضي الفلاحية ,وحبّساها على طلبة الشريعة الإسلامية, من حفظة القرآن ودارسي الحديث والفقه واللغة العربية. فكان لكل واحد منهما مسجد يحمل اسمه, تحيط به عدّة غرف لإقامة الطلبة القادمين من جميع أنحاء البلاد التونسية, ومن بلدان عربية أخرى. فلا غرو أن ينضم الشيخ الحاج محمد بخوش الغوثي الذي ولد سنة 1905 إلى طلبة العلم بمقام سيدي عيّاش للنهل من معين القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ,على يد مدّرسي ذلك العهد. فدرس القرآن وفهم معانيه كما درس الأحاديث النبوية واللغة العربية.

وعند بلوغه سنّ العمل استهواه النشاط التجاري, ففتح ثلاثة دكاكين لنسج الملابس الصوفية كالجبّة والبرنس وغيرهما. وكان يبيع مصنوعاته في طبلبة وفي أسواق المدن المجاورة, وفي بعض الأحيان يسافر إلى مدينة صفاقس التي راجت بها تجارته...تزوج امرأتين وله خمسة ذكور وثماني إناث.

لقد كان الشيخ الحاج محمد بخوش الغوثي كما تروي زوجتاه تقيّا ورعا, كثير الصلاة, يذكر الله أناء الليل وأطراف النّهار. وقد كان عضوا نشيطا بالاتحاد العام التونسي للشغل وكان يستضيف فرحات حشاد وبعض رفاقه بمنزله ويغدق عليهم من أمواله. وبمجرّد أن أصبح ملازما لمجالس ذكر الطريقة المدانيّة استقال عن النشاط النقابي بالاتحاد العام التونسي للشغل.

وكان الشيخ الحاج محمد بخوش الغوثي يسمع في تلك الفترة أي حوالي سنة 1946 بالشيخ محمد المداني صاحب زاوية قصيبة المديوني إلى أن سمحت له الفرصة بلقائه ...فأخذ عنه العهد ولازمه معظم أوقاته فانسلخ بذلك شيئا فشيئا عن مشاغل الدّنيا ...وقلّل من أسفاره التجارية وأغلق دكاكين النسيج وجعل عمله مقتصرا على شراء الصوف المغزول وبيعه في مدينة صفاقس...وكان لا يتخلف عن أية مناسبة تقام فيها حلقات الذكر بالزاوية المدنية بقصيبة المديوني حيث عرف بين السادة الفقراء بكثرة مجالسته لشيخه محمد المداني ...وتوطدت العلاقة بينهما وأصبحا لا يفترقان إلاّ نادرا وتوّجت هذه المحبة الروحية عند التفكير في تزويج ابن الشيخ محمد المداني بابنة الشيخ محمد بخوش الغوثي....وأثيرت مسألة خلافة الشيخ محمد المداني في آخر حياته حتّى تجرأ أحد السادة الفقراء وسأل الشيخ محمد المداني عمن سيكون خليفته وكان ذلك وسط الزاوية المدنية وبحضور جمع من السادة الفقراء فسكت عنه قليلا إلى أن دخل الشيخ محمد بخوش الغوثي الزاوية فقال الشيخ محمد المداني :"هذا هو سيدي الحاج محمد بخوش" وفي بداية مرض الشيخ محمد المداني جمع كل أفراد عائلته وكان ابنه سيدي منور بينهم وقال لهم:" الذي يحب سيدي الحاج محمد بخوش يحبني والذي يكرهه يكرهني" ..وبعد وفاة الشيخ محمد المداني تسلّم الشيخ محمد بخوش الغوثي المشيخة من بعده...إلى أن توفي يوم 20 أوت سنة 1979.

لطفي جمعة (21 مارس 2020) 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال