من الجيل الأوّل لإذاعة المنستير، عمل واجتهد وقدّم أعمالا جادّة في ميادين متعددة
منها التربوي والأدبي والاعلامي
(2018-1952)
نشأته ودراسته
ولد الفقيد الجيلاني بن عبد الله بن محمد البدوي في 10 أكتوبر 1952 بطبلبة وتوفي في 14 جانفي 2018 عن عمر يناهز 66 سنة.بدأ حياته الدراسية كغيره من أبناء جيله بالدخول إلى الكتّاب فحفظ القرآن ورتّله، ثمّ إلى المدرسة الابتدائية بالسواسي، والتعليم الثانوي بالمنستير، ثمّ التحق بمدرسة ترشيح المعلمين بالمنستير تخرّج منها بامتياز سنة 1972، ممّا خوّله إلى الالتحاق بدار المعلمين العليا بتونس. كما زاول دراسته الموسيقية بالمعهد الوطني بالعاصمة.
مهامه التربوية
انخرط المرحوم الجيلاني البدوي في سلك التربية والتعليم ولم يكمل سنته الدراسية الأولى بدار المعلمين العليا نتيجة الاحتياج الذي دفعه إلى التضحية من أجل مصلحة العائلة فعمل معلما بواد الليل بتونس ثمّ انتقل إلى حاجب العيون بالقيروان سنة 1976 ومنها إلى عميرة التوازرة سنة 1980 ثمّ مدرسة بودريس سنة 1983 ومنها إلى مدرسة النّجاح سنة 1991 ثمّ مدرسة 2 مارس 34 سنة 2000 ومنها إلى مدرسة الهداية سنة 2002 ثمّ التحق بالإدارة كنائب مدير بمدرسة 23 جانفي 52 وأحيل على التقاعد سنة 2006.
نشاطه الموسيقي
زاول المرحوم الجيلاني البدوي دراسته الموسيقية بالمعهد الوطني بالعاصمة تحصّل منه على الدبلوم في الموسيقى، وقد مارس المرحوم الموسيقى عزفا وغناء بالفرق المحليّة والجهوية والإقليمية طيلة 25 سنة.وقد كان في سبعينات القرن الماضي من عناصر أوّل دفعة لفرقة موسيقى الشباب بالمنستير إبّان تأسيسها. حيث تحصّل على الجائزة الثانية الوطنية في العزف على الناي بسليانة سنة 1977. وفي سنة 1980 أشرف على المنتخب الجهوي للموسيقى بالمهدية قائدا وملحنا وعازفا على آلة الناي والعود، وقام بتلحين بعض الأغاني.
نشاطه الجمعياتي
ساهم المرحوم الجيلاني البدوي في تكوين وتسيير والانخراط في العديد من الجمعيات والمنظمات الثقافية والتربوية والإعلامية فكان من مؤسسي فرقة البحث المسرحي بطبلبة سنة 1984 ورئيسها من سنة 1998 إلى سنة 2000. كما كان من مؤسسي نادي محمود الشبعان سنة 1987 ومن مؤسسي مهرجان الفل بطبلبة سنة 1994.وكان عضو اللجنة الثقافية الجهوية بالمنستير سنة 1994، ومن مؤسسي ورئيس نادي الصحفيين الشبان بدار الشباب بطبلبة سنة 1997، وعضو خليّة التنسيق بلجنة الأجندا 21 المحلية ببلدية طبلبة والمساهم في تحرير وثيقة الأجندا 21 المحليّة.
نشاطه الصحفي
عمل المرحوم الجيلاني البدوي في الصحافة الثقافية والفنيّة منذ ثمانينات القرن الماضي بعد أن تحصّل على تكوين في علوم الصحافة بتونس مدّة سنتين، فحرّر بجريدة الصباح والشروق ومجلّة "مرآة الوسط" وجريدة الإعلان حيث كان مندوبا لها بالساحل وصاحب ركن قار بها لنقد البرامج الإذاعية والتلفزية حتّى سنة 1988. وكان من مؤسسي مجلّة "مرآة طبلبة" لنادي الصحفيين الشبان وأحد عناصر هيئة تحرير مجلّة "أخبار طبلبة". كما كان عضوا بأسرة تحرير مجلّة "السفرة" منذ نشأتها سنة 2012. وكان المرحوم مسؤولا عن الإعلام ضمن عديد التظاهرات المتعاقبة ذات الصبغة السياسية والثقافية بطبلبة طيلة أكثر من 20 سنة.
نشاطه الأدبي
ولع المرحوم الجيلاني البدوي مبكرا بالكتابة فنشر أولى أقصوصاته بجريدة "الأثير" سنة 1969 وبجريدة " النضال" بسوسة بعنوان" فقر وشقاء" سنة 1970. كما نشر قصائد بمجلات عدّة كمجلّة "الفكر" و"الإذاعة" "وهنا لندن" و"أخبار طبلبة" و"السفرة" وبجرائد عدّة بالعمل وبلادي والصباح والأنوار والإعلان والشروق، وشارك بأشعاره في العديد من المهرجانات الشعرية والملتقيات الأدبية وله مجموعة شعرية تنتظر النشر. كما كتب الشعر الشعبي الغنائي في إطار الهواية.
نشاطه الإذاعي والتلفزي
يعتبر المرحوم الجيلاني البدوي من الجيل الأوّل لإذاعة المنستير وأحد أبرز الأصوات التي أنجبتها منذ نشأتها فقد عرف على وجه الخصوص بمثابرته في رصد أخبار الوسط الفنّي والثقافي ومتابعته بشكل إذاعي شامل لا سيما خلال موسم المهرجانات الصيفية وقد انطلقت تجربته بإذاعة المنستير منذ نشأتها سنة 1977 بإعداد برنامج أسبوعي مسجل "مذكرات ثقافية" لتتعدد بعد ذلك البرامج من برامج مدّتها 5 دقائق إلى مساحات تنشيطية مفتوحة دون توّقف. هذا وقد أثرى المرحوم الجيلاني البدوي خزينة إذاعة المنستير بعدد لا يحصى من الحوارات الصحفية مع الفنانين التونسيين والأجانب حيث قدّم خلال مسيرة أربعين عاما عديد البرامج والمنوعات على أمواج إذاعة المنستير. وقد تحصّل المرحوم على الجائزة الأولى بمهرجان الفنانين العرب بطرابلس بليبيا كأفضل مراسل يقوم يوميا بتغطية المهرجان، حيث نال درع المهرجان وهو موجود حاليا بمتحف إذاعة المنستير. وكانت للمرحوم الجيلاني البدوي برامج تلفزية حيث أعدّ للتلفزة الوطنية صفحة مصوّرة عن الشباب الريفي سنة 1984 وفقرة خاصة بمهرجان الأغنية باقتراح من المرحوم نجيب الخطاب أذيعت ضمن برنامج "لو سمحتم" سنة 1995.
وكنتيجة لمثابرة المرحوم الجيلاني البدوي ونشاطه الحثيث حصوله على جوائز وتتويجات في العديد من المهرجانات كمهرجان تستور الدولي ومهرجان قربة للمسرح الهواة ومهرجان المنستير الدولي والمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس وآخر تكريم ناله المرحوم في افتتاح ملتقى "مرآة الوسط" الثقافي بسيدي بوزيد في 22 نوفمبر 2014 من طرف مؤسس مجلّة "مرآة الوسط" محمود الحرشاني تثمينا لمسيرته الطويلة في مجال الإعلام والثقافة.
(لطفي جمعة 24 فيفري 2018)