ساهم في بعث كليّة الطب بسوسة وتأسيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى فرحات حشاد
(2019-1943)
مولده ونشأته
ولد المرحوم الدكتور البشير بن أحمد بن محمّد جمعة في 25 جانفي 1943 بحومة الحدّاد نهج الجامع الشرقي بطبلبة وتوفي في 8 جوان 2019. تربى في عائلة كثيرة الأبناء محافظة ومتوسطة الدخل، حيث كان الابن السادس" للأسطى" أحمد جمعة أوّل من أدخل صناعة السفن إلى طبلبة والمختص في صنع وإصلاح قوارب الصيد البحري حيث يرجع له الفضل في تداول هذه المهنة من جيل إلى آخر عبر العصور. والمرحوم البشير جمعة أب لبنتين وثلاثة أولاد.
دراسته
بدأ المرحوم الدكتور البشير جمعة دراسته كغيره من أبناء جيله بتعلّم القرآن بكتّاب القرية ثمّ التحق بالتعليم الابتدائي ب"المدرسة الفرنسية العربية" بطبلبة أين تحصّل على شهادة ختم الدروس الابتدائية سنة 1956، ممّا خوّله الالتحاق بفرع المدرسة الصادقية بخزندار حيث تحصّل على شهادة الباكالوريا في سنة 1963 ثمّ التحق بأوّل كلية للطب بتونس التي وقع احداثها في نفس السنة. وبعد اكمال الدراسة والتربصات بالكليّة ومستشفيات العاصمة قرّر السفر إلى فرنسا لتحقيق حلمه الذي راوده منذ أن كان متربصا بقسم الأمراض الباطنية بمستشفى الرابطة ألا وهو التخصص في طب الأمراض الجلدية والتناسلية فالتحق في سنة 1971 بمستشفى سانت لويس بباريس بقسم الأمراض الجلدية والتناسلية حيث تحصل سنة 1974 على الديبلوم في اختصاص الأمراض الجلدية والتناسلية إلى جانب شهادة طب الفطرياتCertificat de mycologie médicale من معهد باستور بباريس في نفس الفترة.
ثمّ رجع بعدها إلى تونس، وقدم أطروحة الدكتوراه في الطب سنة 1975 التي مكنته من مزاولة اختصاصه بالمستشفيات التونسية. وفي نفس الشهر اجتاز مناظرة المساعدين الاستشفائيين الجامعيين concours d’assistants hospitalo universitaires .وفي سنة 1978 أحرز على مرتبة أستاذ مبرز في الطب. وفي سنة 1983 أحرز على شهادة الأستاذية وهي أعلى مرتبة علمية في ميداني الطب والجراحة.
نشاطه المهني والطبي
قضّى المرحوم الدكتور البشير جمعة فترة بقسم الأستاذ جعيدان بمستشفى فرحات حشاد بسوسة عمل فيها كمسؤول على كل حالات الأمراض الجلدية والتناسلية. وفي سنة 1982 ساهم في احداث قسم مستقل في الأمراض الجلدية والتناسلية لأول مرة بسوسة وتولى رئاسته منذ ذلك التاريخ. وبقي يعمل في القطاع العمومي إلى غاية سنة 1992 عندما قرر الالتحاق بالممارسة الحرة.
كان المرحوم الدكتور البشير جمعة إلى جانب مسؤوليته كرئيس قسم استشفائي وكطبيب يعالج المرضى بمستشفى فرحات حشاد بسوسة يقوم بتكوين الأطباء الشبان المتربصين والطلبة إلى جانب التدريس بكلية الطب بسوسة وكلية الطب بالمنستير في بداية تركيزها وذلك لمدة سبع سنوات إلى أن وقع احداث قسم للأمراض الجلدية والتناسلية بمستشفى المنستير. كما كان المرحوم الدكتور البشير جمعة يشرف على أطروحات الطلبة ويتحمل مسؤولية تأطيرهم لنيل الدكتوراه في الطب، كما شارك في عديد البحوث الوطنية والعالمية في مجال الأمراض الجلدية والتناسلية مع ثلة من المختصين في طب الأمراض الجلدية والتناسلية من تونس ومن خارجها وشارك في العديد من المؤتمرات الوطنية والعالمية التي تهم الاختصاص.
وفي سنة 1983 وقع تكليف المرحوم الدكتور البشير جمعة من طرف الجمعية الفرنسية لأطباء مرض الجذام الناطقين بالفرنسية برئاسة واعداد مؤتمرها السادس الذي عقد في سوسة سنة 1985 مع اعداد دراسة حول الوضع الوبائي لمرض الجذام بتونس فكانت فرصة للمرحوم للتنقل على الميدان لمعالجة المرضى وتقصي حالات جديدة من المرض في الأماكن التي يتواجد فيها وخاصة في القرى والأرياف حيث تمّ اعداد خطة شاملة لمكافحة المرض ومعرفة أوكاره والاحاطة الطبيّة والاجتماعية بالمصابين.
وكان المرحوم الدكتور البشير جمعة يقوم بزيارات ميدانية لكل الهياكل الصحيّة بمنطقة الساحل في إطار أنشطة الطب الجماعي بإحاطة من كليّة الطب بسوسة إلى جانب اعداد دراسة قيّمة بمشاركة فريق أمريكي عن الوضع الصحّي بالجهة وخاصة عن حالة الموارد البشرية والمادية حيث تمّ تحديد مواطن الضعف في كلّ الهياكل الصحيّة وتقديم المقترحات لتحسين الوضع وتطوير الخدمات الصحيّة.
نشاطه الجمعياتي
قد كانت للمرحوم الدكتور البشير جمعة عديد التدخلات في المجال الجمعياتي والاجتماعي والصحي حيث شارك في العديد من القوافل الصحية الجهوية والمحلية وقد كان دائما محل تقدير من طرف الجمعيات والمنظمات والهياكل المهنية والطبية مما مكنه من الحصول على عديد الشهائد والأوسمة والتسميات حيث تحصل على العضوية الدائمة للجمعية التونسية لأطباء الأمراض الجلدية والتناسلية وأحرز على الصنف الثالث من الاستحقاق التربوي وميدالية كلية الطب بسوسة سنة 1994 وميدالية جمعية أطباء الأمراض الجلدية الناطقين بالفرنسية سنة 2003 وميدالية المجلس الجهوي لعمادة الأطباء بالوسط سنة 2004.
لطفي جمعة (19 فيفري 2020)