المرحوم الشاعر الحاج عبد الحميد بن محمّد البدوي

 

المرحوم الشاعر الحاج عبد الحميد بن محمّد البدوي


جالس شعراء الشعر الشعبي و"الأدبة" منذ الصغر وتميّز بقدرة فائقة في نظم القصائد الشعرية في مختلف أوزان الشعر الشعبي وأغراضه

(2019-1939)

ولد المرحوم الشاعر عبد الحميد بن محمّد البدوي في 3 جوان 1939 بحومة "السدّ" بطبلبة وتوفي بها في 25 فيفري 2019. كان أبوه فلاّحا بسيطا لم يكن يميل إلى الشعر والشعراء، امّا جدّه لأمّه فهو المؤدب " امحمد بن تقية". درس في الكتّاب على يد المؤدب أحمد عيّارة والطّيب بالكحلة. ولمّا اشتدّ عوده امتهن العديد من الحرف فاشتغل في ميدان الفلاحة من خلال تقليم أشجار الزيتون وتشذيبها إلى أن تحصل على شهادة في الغرض من وكالة كتابة الدولة للفلاحة بتاريخ 1 مارس 1965، واشتغل في نجارة الفلاحة وفي الصيد البحري، ثمّ حارسا على الغابات والشؤون العقارية ابتداء من 4 جوان 1973، إلى أن استقرّ به الأمر في مهنة الجِزارة وشراء وجلب السعي من كافة ولايات الجمهورية فاشتهر بهذه المهنة وذاع صيته لدى الخاص والعام وعرفه أبناء جهته وغيرهم بحسن سلوكه وأخلاقه وبمعاشرته الطيبة لجميع النّاس وخاصة بأمانته وصدقه في العمل، ممّا أهّله لإدارة آلة العرض السينمائي وبيع التذاكر لرواد نادي الحبيب أين تُعرض أفلام فريد الأطرش بالخصوص وغيره من الفنانين التي كان يجلبها المناضل عليّة الفقيه من صاحب قاعة السينما بالمكنين منذ عام 1955 حتّى بداية الستينات.

كان المرحوم الشاعر عبد الحميد البدوي دائم الحضور في مجلس المرحوم خليفة المرابط بحانوته الذي كان بفضل مهنته يعرف الكثير من شعراء المكنين والمهدية وبني حسان وجمال والمسعدين وبنبلة ومساكن فيجلبهم إلى مجلسه وأشهرهم الشاعر محمد بالطيب. لقد حذق الشاعر المرحوم عبد الحميد البدوي الشعر مبكرا بفضل ذلك المجلس وحضوره بصفة مستمرة كلّ المناسبات من أعراس ومهرجانات وتظاهرات ثقافية فربط علاقات كثيرة وصداقات حميمة وحسنة مع "الأدبة" و" الغناية" والشعراء من أمثال محمد خذر شهر "جديرة" ومحمود صفر وسالم القربي والحاج عمر الخذيري. وبفضل ما يتمتع به الشاعر المرحوم عبد الحميد البدوي من سرعة البديهة ومن عبقرية وتجربة، نظم القصائد الشعرية في مختلف أوزان الشعر الشعبي، في القسيم والموقف والملزومة. كما كتب في مختلف أغراضه، سواء في الضحك والفكاهة أو الغزل (الأخضر) والمكفر، والنصح والإرشاد، والوطنيات، والمواضيع الاجتماعية التي لا تحصى ولا تعد كمحل شاهد بالإضافة إلى وصف الطبيعة من برق والنجعة والثوامر من حكمة وأدب ونصائح وفخر.

وللشاعر المرحوم عبد الحميد البدوي قدرة فائقة في نظم القصائد بجميع أنواعها وفي كلّ فصول الشعر الشعبي حيث كتب في فصوله الأربعة والثلاثون. وترك رصيدا هائلا وممتازا من القصائد والأغاني والأناشيد التي غنّتها فرق السلامية وغيرها، كما شارك في العديد من التظاهرات الثقافية والمهرجات وملتقيات الشعر الشعبي.

لطفي جمعة (23 فيفري 2020)

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال