المربي إسماعيل بن خليفة نويرة

 

المربي إسماعيل بن خليفة نويرة

شارك مشاركة فعالة وجادة في الحياة المحليّة السياسية والاجتماعية والثقافية

مولده ودراسته

ولد المربي إسماعيل بن خليفة نويرة في 28 أكتوبر 1923 في عائلة محافظة لأب يعمل "ساقجي" حارس غابات وبعد حفظه لربع القرآن لدى المدّب أحمد عيارة بكتّاب القرية التحق بالمدرسة الفرنسية العربية سنة 1932 وتحصّل على الشهادة الابتدائية سنة 1938. ثمّ التحق للدراسة بجامع الزيتونة الأعظم من سنة 1939 إلى سنة 1946 الذي تخرّج منه بمستوى السنة الثانية من العالمية المنظرة بالإجازة في علوم اللغة والدين. ثمّ درس الحقوق بمدرسة الحقوق التونسية مستوى سنة أولى حقوق وتحصّل على شهادة الجزء الأوّل حقوق سنة 1947. كما تلقّى دروسا ليلية في معهد "كارنو" بتونس في اللغة الفرنسية والترجمة واجتاح بنجاح مناظرة انتداب مدرسين في التعليم فأنتدب كمدرس باللغتين العربية والفرنسية سنة 1949.

مسيرته التربوية

بعد حصول المربي إسماعيل نويرة على شهادة معاون (معلم درجة ثانية) خوّلت له هذه الشهادة اقتحام مجال التدريس بمنطقة مكثر ولاية سليانة من سنة 1949 إلى سنة 1950 كمعلم عربية. ثمّ تمّت نقلته إلى البقالطة من سنة 1950 إلى سنة 1953. ثمّ انتقل إلى المدرسة الفرنسية العربية بطبلبة من سنة 1953 إلى سنة 1962. وفي سنة 1963 ارتقى إلى رتبة أستاذ مرحلة أولى بالتعليم الثانوي فعمل بمساكن والمنستير وسوسة من سنة 1963 إلى سنة 1973. وفي سنة 1975 ارتقى إلى رتبة أستاذ للتعليم الثانوي.

نشاطه الجمعياتي

لقد انخرط المربي إسماعيل نويرة بالاتحاد العام التونسي للشغل حين كان يقوده الشيخ محمد الفاضل بن عاشور منذ تأسيسه سنة 1946. كما انخرط بخليّة الطالب الطبلبي من سنة 1952 إلى سنة 1954.

وكان المربي إسماعيل نويرة من مؤسسي الشركة التعاضدية "النصر" للخدمات البحرية بطبلبة سنة 1958 وتحمّل مسؤولية رئاستها مدّة 25 عام من سنة 1958 سنة تأسيسها إلى سنة 1983. كما ساهم في العمل التضامني قصد إيجاد حلول لمشكل السكن لإيواء الطلبة الطبلبية في سوسة وتونس وإعانتهم ماديا.

وقد قام المربي إسماعيل نويرة ببادرة طيّبة حيث أهدى مكتبه الخاصة إلى المكتبة العمومية بطبلبة استجابة لقناعته من أنّها المكان الأفضل لتأمين ما جمعه من كتب ودرر ثمينة والمحافظة عليها والاستفادة منها.

نشاطه السياسي والمحلي

انخرط المربي إسماعيل نويرة في العمل السياسي والحزبي القاعدي منذ شبابه حيث نشط في صفوف الحزب الحر الدستوري من 1949 إلى 1964 وفي صفوف الحزب الاشتراكي الدستوري من 1964 إلى 1987.فأنتخب كاتبا عاما للشبيبة الدستورية التابعة لشعبة طبلبة سنة 1957 ثمّ كاتبا عاما للشعبة الدستورية لدورات عديدة منذ سنة 1958 ثمّ رئيسا لشعبة حومة السوق في عديد الدورات، كما كان عضوا بلجنة التنسيق الحزبي بسوسة والمنستير.

وعيّن المربي إسماعيل نويرة عضوا بالنيابة الخصوصية لبلدية طبلبة من 20 مارس 1960 إلى 24 ماي 1960 ثمّ أنتخب عضوا بأوّل مجلس بلدي منتخب من 1960 إلى 1963 ثمّ عضوا بالمجلس البلدي من 1963 إلى 1966 ومن 1966 إلى 1969 ومن 1975 إلى 1980. وقد تحصّل المربي إسماعيل نويرة على العديد من الأوسمة كوسام الاستقلال ووسام معركة بنزرت ووسام الجمهورية ووسام الشغل.

كتب الأستاذ الطاهر بوسمة تدوينة بالفايس بوك تعليقا على المقال:" المناضل إسماعيل نويرة ذلك المنار الشامخ الذي لم يغب يوما عن كل ما تم تحقيقه بطبلبة ولمدة تجاوزت النصف قرن وما زال يعطي راجيًا من الله ان يبارك لنا فيه، في صحته وعافيته ليزيد. لذلك كنت أتمنى ان يخص بأكثر من تلك السيرة الذاتية، لأنه لم يتخلف يوما عن كل المعارك التي نالت منها طبلبة حقها المشروع لأنها دفعت الكثير اثناء المعركة التحريرية وبناء الدولة الوطنية وما أنجزه رجالها اقتصاديا حتى باتت رقما صعبا ونالت مكانة تذكر. وكان أكبر إنجاز تحقق فيها جلب المياه العذبة بعد جفاف آبارها السطحية وتعصير الفلاحة والصناعة والخدمات المختلفة، بدون ان ننسى دفاعه المستميت عن الميناء البحري الذي تحقق بفضله هو بالرغم من المعارضات القوية التي كانت تريده بالمنستير. لقد كان ذلك الميناء نقطة التحول التي حمت رجال البحر وتطوير الصيد وبناء القوارب التي باتت تمخر عباب البحر وتجلب الأسماك وتزاحم الإيطاليين الذين كانوا يعتدون على مياهنا الإقليمية. لقد عرفته منذ أن بدأت أتعاطى السياسة وتشرفت بصداقته وما زلت واعتز بذلك. لم يكن يسعى ولا مرة للانتفاع بامتياز لشخصه. وكان يستحق أن يتقلد مسؤوليات أكبر وهو جدير بها، ولكن شهامته وعزة نفسه كانت أكبر من أن يتذلل، لذلك وقدرت أنه يستحق منا أكثر من مجرد سيرة ذاتية، بالرغم من أنها كانت طويلة ومشرفة له ولطبلبة".

وتوفي رحمه الله في 02 فيفري 2022

لطفي جمعة (14 مارس 2020)

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال