المربي المرحوم الحاج عبد الرزاق بن عبد القادر تقيّة

المربي المرحوم الحاج عبد الرزاق بن عبد القادر تقيّة


حياة زاخرة بالعطاء في المجال التربوي والشأن المحلّي

(2012-1924)

مولده ونشأته

ولد المربّي المرحوم الحاج عبد الرزاق بن عبد القادر تقيّة في 10 أكتوبر 1924 بطبلبة وتوّفي بها في 17 ديسمبر 2012. عاش في عائلة محافظة وعريقة حيث كان والده إماما خطيبا للجامع الكبير (الجامع العتيق حاليا) خلال أولى النصف الثاني من القرن العشرين وعدل اشهاد بالإضافة إلى حذقه خياطة اللباس التقليدي من جبة وبرنس وغيرها...

دراسته

زاول المربّي المرحوم عبد الرزاق تقيّة تعلّمه بالكتّاب ثمّ بالمدرسة الابتدائية حيث تحصّل على الشهادة الابتدائية ثمّ التحق بجامع الزيتونة المعمور بتونس العاصمة فنال شهادة التحصيل ثمّ شهادة العالمية وشهادة الحقوق التونسية بجزأيها ممّا يؤهله لإشتغال خطّة عدل اشهاد لكن والده رفض ذلك وشجّعه على ممارسة مهنة التعليم.

مهامه التربوية

انخرط المربّي المرحوم عبد الرزاق تقيّة في سلك التربية والتعليم فعمل معاونا بمدرسة الهداية بطبلبة من 6 أكتوبر 1948 إلى 14 مارس 1956 ثمّ مديرا للمدرسة من 15 مارس 1956 إلى 30 سبتمبر 1960، ثمّ تمّت نقلته إلى زمالة السواسي كمعاون من 1 أكتوبر 1960 إلى 17 أكتوبر 1962، بعدها رجع إلى طبلبة كمدير بمدرسة النجاح من 18 أكتوبر 1962 إلى 30 سبتمبر 1968 ثمّ تمّت نقلته إلى مدرسة نهج المدارس بتينجة ( ولاية بنزرت) بخطة مدير من 1 أكتوبر 1968 إلى 7 نوفمبر 1969. ثمّ رجع إلى طبلبة وعيّن مديرا بمدرسة 23 جانفي 1952 التي أحدثت نتيجة تقسيم مدرسة شارع بورقيبة الابتدائية إلى مدرستين في 12 أكتوبر 1969 والتي كانت تحتوي على 8 قاعات اثنان منها على ملك الدولة و4 على ملك المرحوم علي بن سعيد و2 على ملك ورثة الحاج امحمد سوسية (الصندل) وقد بقي المرحوم عبد الرزاق تقيّة بمدرسة 23 جانفي 52 يشغل خطة مدير من 8 نوفمبر 1969 إلى حين إحالته على التقاعد في 12 سبتمبر 1985.

نشاطه الديني والمدني

سمي المربي المرحوم عبد الرزاق تقية إماما ثانيا (إماما خطيبا) بالجامع الكبير (الجامع العتيق حاليا) خلفا لأبيه الشيخ عبد القادر بن صالح تقية بعد اعفائه في 13 جانفي 1958 إلاّ أنّ المرحوم الشيخ الزيتوني المربي عبد الرزاق تقيّة تخلى عن الإمامة بمحض إرادته بعد أن أمّ الناس في صلاتي جمعة واقتصر على تعليم الناشئة وتربيتهم على مكارم الأخلاق وعلى المبادئ السامية وعلى حبّ الوطن وحبّ اللغة العربية لغة القرآن.

وقد كلّف المربي المرحوم عبد الرزاق تقية برئاسة النيابة الخصوصية لبلدية طبلبة بعد احداثها في 31 ديسمبر 1957 ودامت المدّة النيابية من 20 مارس 1960 إلى 24 ماي 1960 ثمّ أنتخب ضمن أوّل مجلس بلدي منتخب من سنة 1960 إلى سنة 1963 بصفة مساعد أوّل لرئيس البلدية.

وقد كان المربّي المرحوم عبد الرزاق تقيّة من ضمن أعضاء الهيئة الأولى التي تولّت تسيير جمعية النسر الرياضي بطبلبة بعد الهيأة التأسيسية في 14 أوت 1947.كما انتخب أوّل رئيس لفرع المنظمة التونسية للتربية والأسرة بطبلبة من سنة 1976 إلى سنة 1986.

يقول عنه الأستاذ الطاهر بوسمة في شهادته " كان الحاج عبد الرزاق تقية على غاية من علو الهمة والنبل والتواضع والزهد والكياسة محبوبا من كل الأجيال التي تلقت عنه العلم او زاملته في العمل او الدراسة او احتكت به في حياته فِي مسيرته الطويلة في طبلبة وفي منزل بورقيبة التي أدار فيها مدرسة ابتدائية لبضع سنين ترك بها اثرا مستمرا.

ومن صفاته البارزة انه لم يكن محبا للظهور في المناسبات الرسمية وكلّ همّه المدرسة التي يديرها بحزم وجدية والتلامذة المسؤول عنهم الى درجة انني لم أجد مثله فيمن عرفت".

لطفي جمعة (8 مارس 2020)

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال