تعتبر المدن من أهم المعالم الحضارية التي تحمل تاريخاً وثقافة، وتعكس هوية الشعوب وتجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. ولكن، تعاني الكثير من المدن من فقدان الذاكرة وتدمير التراث الثقافي، مما يؤدي إلى فقدان الهوية والروح التاريخية لتلك المدن. في هذه الزمن الحديث، يشكل الحفاظ على ذاكرة المدينة تحديًا مهمًا يتطلب العمل المشترك من الحكومات والمجتمع المدني.
تأخذنا طبلبة، المدينة الساحلية الفريدة في تونس، في رحلة إلى عالم الذاكرة والتراث. إن مدخل المدينة وأقواس النصر يعتبران لبنتين أساسيتين في هذه القصة العريقة. فهما يمثلان مدخلاً لعالم من التاريخ والثقافة، ورمزاً لروح المكان والزمان.
عبر الحفاظ على مدخل المدينة وأقواس النصر، يمكن للمجتمع المحلي أن يحافظ على جذوره وهويته. يتعين على الجهات المعنية توفير الدعم اللازم للحفاظ على هذه البنيات التاريخية، سواء من خلال الترميم والصيانة المنتظمة أو من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية التي تعزز الوعي بأهمية التراث المحلي.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع المدني أن يتحمل مسؤوليته في الحفاظ على ذاكرة المدينة. يمكن للأفراد المساهمة من خلال التوعية بأهمية الحفاظ على التراث والمشاركة في الجهود المحلية للحفاظ على المعالم التاريخية.
إن دعوة لنشر ثقافة الحفاظ والمحافظة على ذاكرة المدينة تعني أن نعترف بأهمية التراث كعنصر أساسي في بناء المجتمعات المستدامة. إنها دعوة للتفكير بعمق في مستقبل المدن والتزامنا بالحفاظ على تاريخها وثقافتها للأجيال القادمة. في نهاية المطاف، فإن الاحتفاظ بذاكرة المدينة ليس مجرد واجب تاريخي، بل هو استثمار في هوية ومستقبل المجتمع.