دعوة للحفاظ على ما تبقى من ذاكرة المدينة والمحافظة على تراثها المادي واللامادي
تعتبر مدينة طبلبة في تونس نموذجًا حيًا للتاريخ والثقافة الغنية التي ورثتها الأجيال عبر القرون. من بين المعالم البارزة التي تحمل في طياتها عبق الماضي وقيمة تاريخية واجتماعية كبيرة، تبرز قبة زاوية سيدي علي شبيل. هذا المعلم التاريخي ليس مجرد بناء قديم، بل هو شاهد على حقبة زمنية هامة ونمط حياة يعكس جوانب متعددة من التراث المادي واللامادي للمدينة.
أهمية قبة زاوية سيدي علي شبيل
تقع قبة زاوية سيدي علي شبيل في قلب مدينة طبلبة، وهي تمثل جزءًا أساسيًا من هوية المدينة وتاريخها. تُعتبر الزاوية مكانًا روحانيًا وتعليميًا، حيث كانت تُعقد فيها دروس العلم وتحفيظ القرآن الكريم. هذا بالإضافة إلى دورها كمركز اجتماعي يجتمع فيه أهل المدينة للاحتفال بالمناسبات الدينية والاجتماعية، مما يعزز الروابط الاجتماعية ويقوي النسيج المجتمعي.
التحديات التي تواجه التراث
مع التغيرات السريعة التي شهدتها المدينة في السنوات الأخيرة، بدأت ملامح الزاوية ومعالمها التاريخية تتلاشى تدريجيًا. فقد أدى التوسع العمراني والتطور السريع إلى إهمال بعض المعالم التاريخية، مما يهدد بفقدان جزء كبير من ذاكرة المدينة. إن الاندثار السريع لهذه المعالم يسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فعالة للحفاظ على ما تبقى من التراث المادي واللامادي.
دعوة للحفاظ على التراث
لحماية قبة زاوية سيدي علي شبيل وغيرها من المعالم التاريخية في طبلبة، يجب أن تكون هناك جهود مشتركة بين السلطات المحلية والمجتمع المدني. يمكن أن تشمل هذه الجهود:
1. **التوعية بأهمية التراث: نشر الوعي بين السكان بأهمية المعالم التاريخية ودورها في تعزيز الهوية الثقافية.
2. **التوثيق والترميم: توثيق المعالم التاريخية وترميمها باستخدام تقنيات حديثة تحافظ على طابعها الأصلي.
3. **تشجيع السياحة الثقافية: الترويج للسياحة الثقافية لجذب الزوار والمستثمرين، مما يوفر التمويل اللازم للحفاظ على التراث.
4. **تنظيم الفعاليات: إقامة فعاليات ثقافية ودينية في المعالم التاريخية لإعادة إحيائها وجعلها جزءًا حيًا من الحياة اليومية للمجتمع.
إن الحفاظ على قبة زاوية سيدي علي شبيل يمثل أكثر من مجرد حماية بناء قديم، فهو يعبر عن حفظ ذاكرة جماعية وثقافة غنية تتناقلها الأجيال. يجب أن نعمل جميعًا على صون هذا التراث الثمين وضمان استمراريته للأجيال القادمة، حتى تبقى طبلبة مدينة تنبض بتاريخها وتراثها العريق.